إيلون ماسك: عبقري العصر أم مهووس بالمستقبل؟
يُعد إيلون ماسك واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في العصر الحديث، فهو رجل أعمال، ومبتكر، وملياردير يمتلك رؤية غير تقليدية تهدف إلى تغيير مستقبل البشرية. من تأسيسه شركات رائدة في مجالات الفضاء، والسيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، إلى مشاركته في تطوير الذكاء الاصطناعي، أصبح ماسك نموذجًا للعبقرية التي تتحدى الحدود التقليدية. فهل هو عبقري سابق لعصره، أم مجرد مهووس بالمستقبل؟
من هو إيلون ماسك؟
وُلِد إيلون ريف ماسك في 28 يونيو 1971 في بريتوريا بجنوب إفريقيا. كان والده إرول ماسك مهندسًا كهربائيًا، بينما كانت والدته ماي ماسك عارضة أزياء كندية متعددة المواهب. منذ طفولته، أظهر ماسك شغفًا مبكرًا بالتكنولوجيا والاختراعات، ما دفع والديه إلى الاطمئنان على حالته الصحية، بما في ذلك إجراء فحص سمعي.
عاش ماسك طفولة مليئة بالتحديات، حيث كان يتعرض للتنمر حتى سن 15 عامًا، لكنه بدأ في تعلم فنون الدفاع عن النفس، مما ساعده في التغلب على هذه المرحلة الصعبة. في سن السابعة عشرة، انتقل إلى كندا لتجنب الخدمة العسكرية الإلزامية في جنوب إفريقيا، وحصل على الجنسية الكندية، وهو ما كان خطوة أولى نحو جنسيته الأميركية التي حصل عليها في 2002.
بداية مشواره الريادي
بدأ ماسك رحلته في عالم ريادة الأعمال في سن الثانية عشرة عندما باع برنامجًا من ابتكاره يُسمّى “Blastar” مقابل 500 دولار. رغم أنه كان يموّل دراسته الجامعية بنفسه، إلا أنه ترك الجامعة لاحقًا ليعمل في وظائف مختلفة، منها عامل نظافة مقابل 18 دولارًا في الساعة.
تأسيس الشركات الكبرى
في سن الرابعة والعشرين، أسس ماسك شركته الأولى “Zip2” بالتعاون مع شقيقه كيمبال ماسك. تم بيع الشركة لشركة كومباك مقابل 307 ملايين دولار عام 1999. بعدها، أسس “x.com” التي دمجها مع “Confinity” عام 2000، مما أدى إلى ظهور منصة “PayPal”، والتي بيعت لاحقًا لشركة “eBay” مقابل 1.5 مليار دولار في 2002.
في العام نفسه، أسس ماسك شركة “SpaceX” بهدف تقليل تكلفة السفر إلى الفضاء وتحقيق طموحاته في استعمار المريخ. كما انضم إلى “تسلا موتورز”، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي وساهم في تطوير سيارة “رودستر”، التي كانت نقطة انطلاق لتسلا لتصبح إحدى أبرز الشركات المُصنّعة للسيارات الكهربائية.
لم تتوقف استثماراته عند ذلك، إذ أسس “SolarCity” عام 2006، والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من “Tesla Energy” بعد استحواذ تسلا عليها في 2016. كما شارك في تأسيس “OpenAI” عام 2015، التي تواصل تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة.
معلومات قد لا تعرفها عن إيلون ماسك
1. هوسه بالخيال العلمي
من بين الكتب التي أثّرت في تفكير ماسك، يأتي كتاب “دليل المسافر إلى المجرة” لدوغلاس آدمز و”المؤسسة” لإسحاق أسيموف. كما أنه متأثر بسلسلة أفلام X-Men، حيث أطلق على روبوتات تسلا أسماء شخصيات مثل Xavier وWolverine.
2. ممثل ومؤدٍ صوتي
إلى جانب ريادته التكنولوجية، ظهر ماسك في أفلام ومسلسلات، منها “Iron Man 2″، “Machete Kills”، ومسلسلات مثل “The Big Bang Theory” و”Young Sheldon”، بالإضافة إلى أدائه الصوتي في “The Simpsons” و”South Park”.
3. سيارة جيمس بوند!
في 2013، اشترى ماسك سيارة “Lotus Esprit” الشهيرة من فيلم “The Spy Who Loved Me”. وبينما كانت السيارة تُعرف بقدرتها على التحول إلى غواصة، أعرب ماسك عن خيبته عندما اكتشف أنها لا تحتوي على هذه الخاصية، لكنه أبدى نيته لتعديلها.
4. هوس بالحرف X
الحرف X جزء أساسي في العديد من مشاريعه، بدءًا من “x.com” الذي أصبح “PayPal”، مرورًا بـ “Tesla Model X”، وصولًا إلى “SpaceX” و”xAI”.
5. إطلاق عطره الخاص
في أكتوبر 2022، أطلق ماسك عطرًا سماه “Burnt Hair”، ووصفه بأنه “أروع عطر على وجه الأرض”. حقق العطر مبيعات ضخمة تجاوزت مليون دولار في ساعات قليلة.
6. أب لـ 11 طفلًا
على الرغم من انشغاله بأعماله، فإن ماسك أب لـ 11 طفلًا، من بينهم ستة من زوجته السابقة جوستين ويلسون، وثلاثة من المغنية غرايمز، واثنان من مديرة عمليات “Neuralink”، شيفون زيليس. وقد صرّح في 2021 بأن الحضارة البشرية ستواجه تحديات خطيرة إذا لم يزداد عدد الأطفال في العالم.
إيلون ماسك ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو شخصية استثنائية تجمع بين الذكاء، الطموح، والمغامرة. سواء كنت تعتبره عبقريًا سابقًا لعصره أو مهووسًا بالمستقبل، لا يمكن إنكار أنه يواصل إعادة تشكيل عالمنا بطرق لم يكن أحد يتخيلها قبل عقود قليلة.