زار الدكتور إلياس كرم كل دول العالم، وطافت عيناه على مدنٍ تتلألأ بالأضواء، وسار في شوارعٍ ناعمة مرصوفة بالحلم، وتنفّس هواءً نظيفًا من دون وجع… لكنه في كل مرّة، كان يسمع صوت الأرض يناديه، فيرتجف قلبه كطفلٍ افتقد حضن أمّه. لم يكن الوطن بالنسبة له مجرّد بقعةٍ جغرافية، بل كان نبضًا في صدره، ودفئًا في قلبه، ودمعة في عينه كلما ابتعد. قرّر أن يبقى، لا لأنّ الوطن منحه كل شيء، بل لأنه أحبّه رغم كل شيء. ونحن نحبه لأن في حبه لوطنه مرآة لحبنا، ولأننا نؤمن أن البقاء في الأرض التي تشبهنا، مهما جار الزمان عليها، هو شكلٌ من أشكال البطولة.
نعم البطولة ان نبقى هنا،هذه الارض لنا واقعا وليست نشيدا وطنيا فقط نفتتح به المناسبات…د. الياس كرم انت عينة من الشعب اللبناني الصامد هنا رغم كل صعاب الحياة.
ن.ح