رحل الأب مرتينوس سابا الراهب اللبناني
نبيل يوسف
رحل الراهب القديس
رحل مع كل أسراره
رحل دون أن يخبر ما يعرف وما جرى معه
كان يلتزم الصمت ويرد على الحاح من يسأله ببسمة وبضع كلمات: عملنا ضميرنا وواجبنا تجاه ناسنا
عندما وصلت الغيوم السوداء الى الوطن مطلع سبعينيات القرن المنصرم وهبت الرهبنة اللبنانية للمساهمة في الدفاع عنه كان الأب مرتينوس من الحلقة الضيقة مع الآباتي شربل قسيس الذين قادوا وأشرفوا على كل شيء
من منكم ما زال يتذكر باخرة الأكوامارينا خريف ١٩٧٥؟
كان الأب مرتينوس في قلب الحدث: كان أول الواصلين الى الأكوامارينا وآخر المغادرين
بقي مع الشباب يوزع عليهم البسمة وما يحتاجونه
كان صاحب فكرة احضار الماعز من جرد كسروان واصعادهم الى الباخرة ليظهر لفريق التفتيش أن الباخرة باخرة مواشي وهو من صعد الى حراجل واقنع الراعي بالهبوط الى جونيه مع بعض رؤوس الماعز فظهر للجنة التفتيش أن الباخرة محملة مواشي
لم يخبر الأب مرتينوس هذه الرواية التي رواها من كانوا يومها هناك
التزم الأب مرتينوس أكثر من أربعة عقود ديره يعيش حياة الراهب المتجذر في هذه الأرض الى أن سمع ذلك الصوت القادم من بعيد: هلموا يا مباركي أبي
فغادر ليلتحق بمن سبقه من رهبان قديسين
على أمل أن يكون ترك اوراق او مذكرات
يُحتفل بالصلاة لراحة نفسه الجمعة ١١ نيسان ٢٠٢٥ الساعة ٣ بعد الظّهر، في كنيسة دير سيّدة النصر، نسبيه – غوسطا.
رحمه الله وأنعم على الرهبانيّة برهبانٍ قدّيسين