… ١٣ نيسان ١٩٧٥ – ١٣ نيسان ٢٠٢٥…!!!
… خمسون سنة على إنطلاق الحرب الأهلية اللبنانية التي حصلت تتويجاً لحروب الآخرين على أرض وطننا لبنان… وشعوب لبنان كانت وقودها وحطبها… وإنتهى الظاهر منها بين عاميّ ١٩٨٨ و١٩٩٠ بحروب الأخوة وحروب الطوائف… وما زالت نارها مستعرة في قلوب من عايشها ومن دفع ثمنها… حتى اليوم… !!!
… خمسون سنة… ولمّ نتعلمّ شيئاً…!!!
… خمسون سنة… ولمّ نستفدّ من تجارب الماضي…!!!
… خمسون سنة وزعماء الميليشيات المتناحرة أقرّوا عفواّ عاماً عن ماضيهم… وعادوا وتسلموا السلطة… والأغرب بأنهم أصبحوا أصدقاء ومتحالفين في النقابات وفي الإنتخابات البلدية والنيابية على حساب دمّ الشعب المسكين الذي تمّ غسل دماغه وسلبه أمواله وماضيه وحاضره ومستقبله… وما زالت وللأسف أدمغة الكثيرين مغسولةً…!!!
… ولوّ كان لسياسيي ما بعد الحرب أي زعماء ميليشيات الحرب… لو كان لهم ألجرأة بأن يكتبوا حقيقةً “كتاب التاريخ اللبناني الحديث”… ولوّ سمحوا بتعليمه في مدارسنا… لما تحمّس شبابنا وشاباتنا اليوم… و”هوبروا” لمن إستباحوا أعراض الناس وأملاكها وأرزاقها وأرواحها…!!!
… وإذا لم نتعلمّ نحن اللبنانيون ولم نتّعظ من ٣٠٠ ألف شهيد… و١٠٠ ألف معاق… ومليون ونصف نازح داخلي… ومليون ونصف نازح الى الخارج… ومن سرقة موصوفة من الميليشيات لتعب السنين وجنى الأيام… فمتى سنتعلمّ ونتّعظ…؟؟؟!!!
… وهمّ وللأسف مستفيدون من تبعيّتنا لهم… ومن تصفيقنا لخطاباتهم… ومن تطويبنا لقداستهم…!!!
… وكأن الواقع المرير هو إقرار غير مسبوق بأنه كٌتب لشعبنا العذاب… وبأننا “تهجّنا” و”تأقلمّنا” و”تخدّرنا”…!!!
… ولكننا… وبحكم إيماننا العميق بوطننا… وبأن تاريخنا الطويل يشهد على صمود وعنفوان شعبنا… وبأن حقبة حكم “الرعاع” ستنتهي حكماً… سنرددّ صارخين… كفى… كفى… كفى…!!!
….وسنصمد… وسنبقى… وسنستمر…
… الأحد ١٣ نيسان ٢٠٢٥
… الدكتور دال الحتي

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 121,997