نينوى في قلبه وأستراليا في رؤيته:
جوزيف يوحانا يجسد جسراً بين شعبين
من بلدة القوش العريقة في سهل نينوى، خرج جوزيف يوحانا حاملاً معه جذور حضارة ضاربة في التاريخ، وإرثًا من القيم والهوية، لم تفارقه رغم الغربة والمنفى. واليوم، بعد رحلة طويلة من النضال والعمل المجتمعي، يقترب جوزيف من تحقيق محطة مفصلية في حياته ومسيرة مجتمعه، عبر ترشحه لمجلس النواب الأسترالي، واضعًا نصب عينيه تمثيل المهاجرين وصوت المهمشين، ومدّ الجسور بين موطنه الأم ووطنه الجديد.
وُلد جوزيف في عائلة معروفة بالتزامها الديني والاجتماعي، فهو نجل الشماس صباح يوحانا، ووالدته من بغداد، بينما تعود أصول العائلة إلى نينوى. نشأ متفوقًا في دراسته، وتخرج من قسم اللغة الإنكليزية بجامعة الموصل، لكن ظروف العراق المضطربة بعد سقوط النظام دفعته إلى مغادرة البلاد في عام 2004. في سوريا، بدأت ملامح التزامه الإنساني، حين بدأ بمساعدة اللاجئين العراقيين في إتمام معاملات الهجرة، فكان نقطة أمل في حياة كثيرين.
مع انتقاله إلى أستراليا عام 2006 عبر برنامج اللجوء، لم يركن جوزيف إلى حياة مستقرة فحسب، بل انطلق في مسيرة من العمل المجتمعي، تأثرًا بثقافة العطاء التي لمسها في المجتمع الأسترالي. التحق بمنظمة “إيمس” كمرشد اجتماعي، وسرعان ما ترقى إلى مدير لخدمات الإسكان، مثبتًا قدرته على القيادة وخدمة الآخرين. هذا النشاط المحلي لم يُبعده عن الساحة الدولية، بل وسّع حضوره، إذ مثل اللاجئين العراقيين منذ عام 2013 في مؤتمرات الأمم المتحدة، وكان الصوت المدافع عنهم في جنيف، حيث عمل بلا كلل من أجل إيجاد حلول دائمة لمعاناتهم.
تقلّد جوزيف العديد من المناصب القيادية، منها إدارة برامج الاندماج المجتمعي، والتأهيل المهني، والعمل الإقليمي في منظمات إنسانية كبرى مثل “هوست إنترناشيونال” و”أنقذوا الأطفال”، كما نال عضوية مجلس إدارة مجلس اللاجئين في أستراليا، وشارك كمستشار حكومي في اللجنة الأسترالية الاستشارية لشؤون اللاجئين عام 2023. وقد كُرّم بلقب “مواطن العام” عام 2021 تقديرًا لعطائه المؤثر في خدمة المجتمع.
لم ينسَ جوزيف هويته وأصوله، بل حملها معه في كل خطوة. أسس مجموعة شباب سورايا، وشارك في إطلاق شبكة المناصرة الآشورية الكلدانية السريانية، كما أنشأ مؤسسة “تواصل” التي تهدف إلى تعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي، والمناصرة المجتمعية.
اليوم، يطرح جوزيف يوحانا برنامجه الانتخابي واضعًا في أولوياته التخفيف من أعباء المعيشة، وتحسين البنية التحتية، وتطوير التعليم والصحة، وتعزيز الأمن، وخلق فرص عمل حقيقية وخاصة للشباب. وهو يؤمن أن مشاركته السياسية ليست مجرد تمثيل، بل مسؤولية أخلاقية تجاه من لا يُسمع صوتهم، وفرصة لربط قضايا مجتمعه الأصلية بهموم وطنه الجديد.
إن ترشح جوزيف يمثل لحظة فارقة للمجتمع الكلداني الآشوري السرياني في أستراليا، وفرصة لإيصال صوته إلى صناع القرار. إنه ليس مجرد مرشح، بل ابن نينوى الذي حمل شعبه في قلبه، وعمل بإخلاص ليكون مثالًا حيًا على أن الغربة لا تقتل الانتماء، بل قد تكون بوابة لصنع التغيير.
صفحة السريان الاشوريين