نحبو نحو التطور… أم نعيد تدوير الخراب؟
حبوبة عون
وأنت تتصفح جدران الأصدقاء، لا بد أن يلفتك سيل المنشورات التي تقارن بين الأمس واليوم، بين ما كان وما آل إليه الحال. صور من زمن مضى، وأخرى من حاضر مثقل بالتناقضات. منشورات تطرح تساؤلات عن التغيّر في يوميات الناس، في أخلاقهم، في معاييرهم الاجتماعية وحتى في ذائقتهم السياسية.
تُكرَّم وجوه وأسماء ساهمت، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تفاقم الأزمات الاقتصادية والانحدار الأخلاقي، وتُستقبل في البلاد الحاضنة استقبال الأبطال. هؤلاء، الذين شكّلوا أسباباً رئيسية لهجرة وتهجير الشباب اللبناني، يتربّعون مجدداً على عرش الزعامة، كما لو أن الذاكرة الشعبية قصيرة بما يكفي لتُعيد تدوير الألم.
تقرأ صباحاً خبراً عن ملفات فساد وسرقة وتجارة بالمال العام، وتُفاجأ مساءً بصورة للمتورطين أنفسهم تحت عنوان “بحثوا في شؤون البلاد”. مفارقة تحوّل الغضب إلى دهشة، والدهشة إلى لا مبالاة، كأن كل هذا القبح بات عادياً… أو ضرورياً.
وسط هذا المشهد، يزداد الفضول لفهم تركيبة هذا المجتمع المتناقض في العيش والرأي والمسار. كيف يمكن لفكرة المحاسبة أن تغيب حتى شكلياً؟ كيف ننتظر تغييراً حقيقياً ونحن نُطوّب رموز الفساد قادةً ونُحمّل القدر مسؤولية ما اقترفته أيدينا؟
نحبو نحو التطور، ربما… ولكن هل هو تطور فعلي؟ أم مجرّد وهم نتمسك به كي لا نسقط تماماً؟