بقلم نبيل حرب
أما وقد جرت الانتخابات في موعدها المحدد وبشكل هادئ، فالشكر بداية لرئيس الجمهورية، وللحكومة، ولوزير الداخلية، على إنجاز هذا الاستحقاق الوطني في وقته، رغم كل التحديات. فالانتخابات، في جوهرها، ليست مجرد أوراق تُطوى في صناديق، بل هي مظهر حضاري يُجسّد إرادة الناس، ويمنحهم فرصة التعبير عن رأيهم، واختيار ممثليهم، وتحديد مسار مستقبلهم.
إنها اللحظة التي تضع فيها الدولة ثقتها في الشعب، وتنتظر منه أن يحسن الخيار. من هنا، فإن مسؤولية الناس لا تقل أهمية عن مسؤولية الدولة في تنظيم العملية الانتخابية. وإذا كان للسلطة أن تهيّئ الأرضية، فإن للمواطن أن يزرع فيها الخير، بأن يختار من هو أهلٌ للثقة، لا من هو بارع في الخطب والوعود والنفاف.
كم من برنامج انتخابي تزيّن بالكلمات الرنانة، وانتهى إلى خيبة؟ وكم من شعار رفع رايات الإصلاح، فكان مدخلًا للفساد؟ لذلك، لا تنخدعوا بالبرامج التي تُصاغ على عجل، أو تُسَوَّق بمالٍ سياسي وإعلامٍ مضلل. انتخبوا من تعرفون سيرتهم بينكم، من لامستم صدقهم في خدمة الناس، لا من رهنوا قرارهم لجهات سياسية تتبدل تحالفاتها كل حين في ضوء مصالحها.
فكّروا بضميركم قبل أن تقترعوا، اقترعوا لمستقبلكم ومستقبل مدنكم وقراكم، لا كما يطلب منكم بعض الساسة الذين أهملوا مناطقكم، وغيبوا مطالبكم، ولا يعرفونكم إلا ساعة الانتخاب، بهدف زرع الفتن والانشقاقات تطبيقا لقول المثل :فرق تسد.
٢٤ ساعة وتمر الانتخابات،لذا مهما كانت الاسباب اذهبوا الى الانتخابات بمحبة وانفتاح ولا تختلفوا ليرث اولادكم احقادكم،انتخبوا من تريدون ولا تجبروا احدا ان ينتخب بغير قناعاته،وصدقوني لقد خبرت العمل البلدي طيلة ٦ سنوات وهو لا يستأهل كل هذا الصخب والضجيج،ولا تجعلوا من الخلاف على عضوية مجلس بلدي سببا للعداء …تذكروا انكم اهل واقارب وجيران عليكم احترام آراء وخيارات بعضكم الآخر ،فلا تجعلوا من استحقاق ظرفي سببا للعداوة والحقد والتشرذم والانقسام…
ليكن الصوت الانتخابي أمانة، لا وسيلة ضغط ولا صفقة. وليكن خياركم نابعًا من مصلحة منطقتكم وبلدتكم ومدينتكم، ومستقبل أولادكم، لا من حسابات طائفية أو مصالح آنية،او توجيهات سياسية،فأنتم احرار في خياركم وفي اتخاذ القرار.
لقد أُنجز الاستحقاق، ولكن التحدي الحقيقي يبدأ الآن: أن نُحسن الاختيار… وأن نُحاسب من اخترنا ونتحمل مسؤولية الخيار…