نبيل حرب
لم يكن يحتاج إلى رايات تُرفع، ولا إلى شعارات تُطلق في الهواء،ولا الى اتصالات استعطاف فوق الطاولة وتحتها… ترشّح مستقلاً،وفاز حرا مستقلا، كما عاش دائماً، حرّاً كنسيم صيف تنورين والاحرار في تنورين، صلباً كصخورها، نقيّاً كينابيعها التي لا تميّز بين ظامئ وآخر،بين وفي وبلا وفاء…فهي تروي الكل دون ان تفتش عن بدل او حساب…
فاز بــ ٢١١٠ أصوات، لكنّه فاز قبلها بمحبة الناس، واحترامهم، وثقتهم التي لا تُشترى ولا تُباع.هذه المحبة التي تكتسب بالاعمال وتترسخ في كل المناسبات وليس ظرفيا خلال الانتخابات لكسب الود والاصوات.
وليد وهبه، ذاك المختار الذي لا يُغلق بابه في وجه أحد، ولا يُغلق قلبه عن أحد، هو في العرس أول الحاضرين، وفي الحزن أول المواسين، لا يطلب أجراً، ولا ينتظر مديحاً، يبتسم في وجه الجميع، كأنما يحمل على كتفيه رسالة الخدمة لا سلطة المنصب.لم يتأفف من طلب،او يتهرب من خدمة،او يوارب من اجل منصب،مثله مثل كل حر من ابناء تنورين مقلع الرجال والفكر والادب والثقافة والابداع…
سنوات وهو يخدم بصمت، يزرع الخير بيد، ويجفف الدمع بيد أخرى، لا يرفع صوته إلا بالدعاء، ولا ينحني إلا لله. لم تلوّنه المراكز، ولم تفتنه الأضواء، بقي كما هو: وليد ابن تنورين، إبن تربتها، سند لأهلها، وضميرها الحيّ،وقلبها النابض بالحب وليس بالحقد والكيدية والانتقام…
وفي يوم النصر،وهو كان يعرف انه سيفوز ،وقد قال لي على من سأنتصر على ابناء بلدتي الذين اولوني شرف الخدمة العامة؟ام على غيري من المرشحين علما ان شرف الترشح حق للجميع؟فاليوم نتنافس بشرف وغدا يوم آخر من المحبة والتآخي بين كل العائلات…
لم ينزل إلى الشارع يحتفل لا قبل الفوز ولا بعده بل جلس كعادته، يستقبل الناس بوجهه البشوش، لأن النصر بنظره ليس على “أحد”، بل لأجل “الكل”… لأجل البلدة التي أحبها كما تُحب الأم طفلها، دون شروط،ودون منة ودون صلف وتجبر او مصلحة.
وليد وهبه… ليس مجرد مختار.
هو وجدان بلدة تنورين، وذاكرة وفاء، وعنوان رجل لا تصنعه المراكز، بل تصنعه المبادئ والقيم التي رضعناها مع حليب الامهات في بلدتنا تنورين.جارة السماء…
ومبروك للجميع…