خاص _ نبيل حرب

بعد ان كشف وزير النقل القبرصي عن خطط لربط لبنان بقبرص بواسطة بواخر كما كان في الماضي ،وفي ظل الأزمات المتكرّرة التي يشهدها لبنان، تبحث الدولة والمجتمع عن فرص جديدة تعيد ربط البلاد بالعالم الخارجي، وتعيد الحياة إلى قطاعات حيوية مثل السياحة والاقتصاد. وفي هذا السياق، يبرز مشروع الخط البحري بين جونية ومدينة لارنكا القبرصية كخطوة استراتيجية تحمل في طياتها أبعادًا تتجاوز التنقل والسفر، إلى آفاق من التنمية والانفتاح.

عودة الروح إلى السياحة اللبنانية

يمتاز الخط البحري بقدرته على جذب السياح القبارصة والأوروبيين الراغبين في زيارة لبنان من دون المرور عبر مطار بيروت، الذي يعاني من ضغط دائم وتقلبات أمنية وسياسية. كما أنه يوفر وسيلة مريحة واقتصادية للبنانيين لقضاء عطلات سريعة في قبرص، ما يعزز مفهوم “السياحة المتبادلة”.

جونية، بشواطئها ومطاعمها ومهرجاناتها، يمكن أن تستعيد دورها كواجهة بحرية مشرقة إذا ما تم تفعيل هذا الخط بانتظام، خصوصًا في مواسم الصيف والمهرجانات الدولية.

تخفيف الضغط عن مطار بيروت

في أوقات الأزمات، يصبح إيجاد منفذ بديل أمرًا ملحًا. الخط البحري إلى لارنكا يمكن أن يشكل “خط أمان” يسهل حركة اللبنانيين، خاصة في حال تعطل المطار أو امتلائه أو تعرضه لمشكلات تقنية أو سياسية.

تنشيط الاقتصاد وفرص العمل

المرفأ السياحي في جونية ومرافئ أخرى يمكن أن تشهد حركة نشطة تعود بالنفع على قطاع النقل البحري، إضافة إلى المطاعم، الفنادق، شركات النقل، الادلاء السياحيين، والعمال الموسميين. كما يفتح الخط الباب أمام نقل البضائع الخفيفة والطرود التجارية، ما يساهم في تحريك التبادل التجاري الخفيف بين البلدين.

أفق استراتيجي للبنان

قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، والربط المباشر بها يعني إمكانات تعاون أوسع مع أوروبا، خاصة في مجالات السياحة، الطاقة، البيئة، والتعليم. ويمكن للبنان أن يعزز حضوره المتوسطي عبر هذا الجسر البحري، في وقت بات فيه البحر الأبيض المتوسط نقطة وصل أساسية في السياسة والاقتصاد الإقليميين.

خيار شعبي ومنخفض التكلفة

وسط تراجع القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، يشكّل هذا الخط وسيلة نقل رخيصة مقارنة بأسعار الطيران، وخصوصًا للعائلات والطلاب والمجموعات. كما أنه يعيد إلى الأذهان الخطوط البحرية التي كانت تربط بيروت بمرسين، وطرابلس بجنوى، وغيرها من المحطات التي كانت شرايين للحياة والتواصل الثقافي.

وباختصار الخط البحري بين جونية و لارنكا ليس مجرد وسيلة تنقل، بل مشروع حيوي يمكن أن يُحدث فرقًا في واقع لبنان الاقتصادي والسياحي والسياسي. إنه جسر نحو المتوسط، ونافذة أمل في زمن الإغلاق، يستحق الدعم والتفعيل من القطاعين العام والخاص.

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 121,499