جميل الدويهي عن الانكفاء… افساحا في المجال
ارسلت الي سيدة تسالني لماذا منكفئ على صفحتي. وهو ليس انكفاء، بل لأنني لا اجد نفسي في مهرجان طويل عريض من الفعاليات والعروض والمهرجانات والاسماء. وقلما اعثر على شعر.
هذا الكلام ليس صادرا عن غرور أو تكبر، بل عن حس نقدي، فأنا افهم الشعر على مستوى رفيع، وأعجب بالعديد من الشعراء الشعراء حقا، لكن أن يصبح كل انسان شاعرا، فمتى حدث ذلك في كل العصور؟
نحن نهدم هذا الإرث العظيم عندما نقحم فيه كل امرئ، وبالأخص كل امراة، ومن لديهم رغبة في الظهور على حساب المستوى، والحد الأدنى من الذوق الفني.
وكم ارجو من المنتديات التمهل والتروي والنظر بعين العقل، قبل أن تسارع إلى تبني الاعمال، وان تكون هناك نظرة نقدية صحيحة قبل الظهورات العجائبية، لأن القضية ليست سباقا، والتهاما للمسافات، وإثباتا أننا نعمل، فيمكن للإنسان أن يصرف أعواما طويلة في بناء برج، ثم تهدمه العاصفة في دقيقة.
صدقا أنني لا أقرأ لشعراء أكثر من أصابع اليد الواحدة. وينزعج مني شعراء لأنني لا أشملهم بعطفي، وكأننا في سوق مبادلة: اعطني فأعطيك. وانا أرفض هذا المنطق رفضا لا رجعة عنه. ولا اعترف الا بالشعر الشعر، حتى لو كنت غير شاعر، وغير مبدع، واستمع أو اقرا فقط. ولقب شاعر يتخذه انسان لا يستطيع أن يلزم أحدا به.
وقد ارفقت “قصيدة” هي في الحساب النقدي تحت الصفر، وصاحبها انشأ مجلة ومؤسسة تعنيان بالادب، واتخذ لقب دكتور من مؤسسة وهمية أخرى، مثل مؤسسته. وللاسف فإنه مثل العشرات، يوزع الشهادات والاوسمة، وليت الذين يتلقون هذه العطاءات يدخلون إلى صفحته ويقراون “شعره” قبل أن يتقبلوا منه المكرمة، وينشروا على صفحاتهم -بكل فخر واعتزاز – شهادة عليا من حضرته.
أن هذا الرجل يستغل الآخرين ليظهر نفسه، وهو ليس أهلا لشهادة السرتفيكا في الشعر. نموذج عن كثيرين ينتحلون صفات على فايسبوك وللاسف، فهناك من يصدقونهم.
هزلت… وطفّ الصاع، وانكفا الأصيلون.
(حذفت “القصيدة” المرفقة).

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 119,885