اكتسب حضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الجنوب في اليوم الأخير من الاستحقاق البلدي والاختياري الأول منذ 9 سنوات، أهمية خاصة نظرا الى انه تزامن مع الذكرى الـ25 لتحرير الجنوب، والتصميم على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية على الأراضي الجنوبية على الرغم من كل الاعتداءات والتحديات التي يشهدها هذا الجزء من الاراضي اللبنانية، ولكونه ايضا المرة الأولى التي يمارس فيها الرئيس عون حقه الدستوري بعد ان كان على مدى 40 عاماً يتولى حماية الاستحقاقات الانتخابية طوال خدمته في المؤسسة العسكرية.

ووجه الرئيس عون من الأراضي الجنوبية رسائل عدة أهمها “ان إرادة الحياة اقوى من الموت وان إرادة البناء اقوى من الهدم”، وان “اليوم ليس فقط عيد التحرير بل عيد الديمقراطية والخيار الصحيح” ، كما دعا اللبنانيين الى الاقتراع بكثافة، وحيا صمود الجنوبيين على الرغم من كل التحديات التي يواجهونها، منوهاً بعمل الأجهزة الأمنية والقضائية والموظفين المدنيين لمساهمتهم في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي منذ مرحلته الأولى في جبل لبنان وحتى المرحلة الأخيرة اليوم في الجنوب.

سرايا صيدا
المحطة الأولى للجولة الرئاسية الجنوبية كانت في سرايا صيدا الحكومي، حيث وصل الرئيس عون قرابة السابعة الا ربعا صباحا، يرافقه وزير الدفاع ميشال منسى، وكان في استقباله وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، ومحافظ الجنوب منصور ضو، ومدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله، وقائد الدرك العميد جان عواد، ورئيس شعبة المعلومات العميد محمود قبرصلي، وقائد منطقة الجنوب العميد ماجد الايوبي، ورئيس فرع مخابرات الجنوب في الجيش العميد سهيل حرب، والموظفين والمسؤولين الأمنيين الكبار.

وقام الرئيس عون بجولة في ارجاء السرايا وحيا الموظفين الذين وجدوا في أرجائه لمواكبة الانتخابات. ثم انتقل الجميع الى مكتب المحافظ ضو حيث عقد اجتماع اطلع فيه محافظ الجنوب رئيس الجمهورية على الإجراءات اللوجستية والإدارية التي تم اتخاذها لمواكبة الانتخابات في الجنوب. ثم تحدث الوزير الحجار عن التدابير الأمنية تحضيراً للاستحقاق الجنوبي، لافتاً الى انه تمت معالجة عدد من الشوائب التي اعترت المراحل الثلاث السابقة لهذا الاستحقاق الانتخابي، لا سيما منها تصاريح المندوبين غير الممهورة بالتواقيع المطلوبة، وقد تم بالفعل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين، وطلب الرئيس عون التشدد لجهة ملاحقتهم، لافتاً الى أهمية دور القضاء في هذا السياق.

وأمل الرئيس عون ان تشهد الايام المقبلة نهاية المآسي والحروب والدمار.
العيشية
بعدها، كانت محطة شخصية وانتخابية، اذ توجه الرئيس عون الى مسقط رأسه بلدة العيشية واستقبله على مدخل البلدة رئيس البلدية الفائز بالتزكية السيد مارسيل عون وأعضاء المجلس البلدي والأهالي. وتوجه الى مدافن البلدة حيث كان ينتظره نجله خليل وزوجته، وشقيقه رفيق وعائلته، وعدد من افراد العائلة، ووضع اكليلاً من الزهر على ضريح والديه المرحومين خليل وهدوب مخلوطة، وتلا كاهن البلدة الاب سيمون كسرواني الصلاة الربانية.
بعدها، انتقل الرئيس عون برفقة الوزير منسى سيراً الى قلم الاقتراع في مبنى البلدية لممارسة حقه الانتخابي في الاستحقاق الاختياري، نظراً الى انه تم التوافق على فوز مرشحي البلدية بالتزكية. وازدانت الشوارع بالاعلام اللبنانية، واستقبله أبناء البلدة على طول الطريق هاتفين بحياته ومرردين شعارات مؤيدة لمواقفه ونثروا عليه الأرز والورود. وعند وصوله الى قلم الاقتراع، توجه الرئيس عون الى وراء العازل قبل ان يضع المغلف في الصندوق المخصص للاقتراع ويضع ابهامه في الحبر كدليل على انه ادلى بصوته.
ولدى خروجه، تحدث الرئيس عون الى الإعلاميين فقال: “لقد اعتدت على حماية الانتخابات طوال 40 عاماً، واليوم ادلي بصوتي للمرة الأولى في الاستحقاق الانتخابي، وهو لانماء البلدة. التزكية هي نوع من الديمقراطية والبلد قائم على الديمقراطية التوافقية، ولو لم يحصل توافق لكنا اتجهنا الى انتخابات ديمقراطية وهو امر طبيعي، وكل من يفوز، اعتبر انه يمثّلني”.
وسئل عن وجود ضمانات لعدم حصول اعتداءات إسرائيلية، فأجاب الرئيس عون ان الضمانات موجودة، وجدد الدعوة الى الناخبين للتصويت بكثافة، مشيراً الى ان الرسالة هي ان الجنوب هو من لبنان وقلب لبنان، ولا يجب ان يكون هناك من رادع لارادة صمود اللبنانيين.
ومن هناك، توجه الرئيس عون الى منزله الوالدي والتقى شقيقه وافراد العائلة، كما كانت له لقاءات مع أبناء العيشية الذين حضروا للسلام عليه والترحيب به في بلدته.
وقرابة العاشرة قبل الظهر، غادر الرئيس عون العيشية عائداً الى قصر بعبدا.

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 124,183