لا تكن سخيفاً
———-
هنري الكك

بعد انتهاء معمعة الانتخابات البلديّة والاختياريّة وفوز من فازوا وخسارة من خسروا، على من يريد التعليق على النتائج أن يبتعد عن السخافة وعن الحقد المبطّن والكلام البذيء والشتائم، وهذه تصرّفات لا أسباب لها إلا عمى قلب تحزّب المناصرين الذين يتحكّم في عقولهم وقلوبهم التعصّب داخل الأحزاب الطائفيّة السائدة التي يهمّها انتصار الحزب على انتصار الوطن.
لماذا كل هذا الحقد والتجريح بالخصوم السياسيّين الذين فازوا بالانتخابات؟ وما الغاية؟ وما الهدف من الكلام الجارح والمقيت الذي يجري التداول به بعد صدور النتائج؟
إن من ربح قد ربح، ومن خسر قد خسر..
هذه انتخابات وليست نهاية العالم.
رد الفعل الوحيد لنتائجها هو أن يهنّئ الخاسر الرابح، وأن يقبّل الناجح جبين الخاسر، ويعمل الاثنان يداً واحدة من أجل الوطن إذا كانا يُحبّان الوطن.
البلديّة تعمل بالجغرافيا المحلّيّة ولا علاقة لها بالتاريخ. دورها تنظيم الحياة اليوميّة وتقديمها رافهة لأبناء البلدة، والرفاه هو قيام مشاريع بالجغرافيا المحلّية تكون نافعة وخلاّقة وتسهّل للإنسان هناء العيش لإفساح المجال أمام الابداع.
العمل البلدي يدخل بالتاريخ المحلّي عندما يكون ناجحاً وهذه أبعد الأهداف، أمّا العمل الاختياري فيدخل بالقلوب من خلال تسيير أمور الناس بمحبّة ومن دون غايات.
أيّها الشتّامون أربطوا ألسنتكم عن الكلام البذيء الذي يدل على فراغ رؤوسكم وعلى تعصّبكم وأحقادكم العمياء التي لا أسباب فعليّة لها.
لبنان لا يحتاج إلى ألسنة سوء، لبنان يحتاج إلى سواعد بنّاءة وعقول متنوّرة وطليعيّة ليتخاطب مع المستقبل.

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 119,871