تحية إلى وزير الداخلية… إلى نبض الديمقراطية في لبنان

بقلم نبيل حرب

بعد تسع سنواتٍ من الجمود، ورغم المحاولات المحمومة للتأجيل، والمخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية جنوبًا، نهضت الديمقراطية من سباتها الطويل، واستعادت البلديات والمجالس الاختيارية نبضها الشعبي، بفضل إرادة الناس وسهر الدولة على صون هذا الاستحقاق الوطني.

وفي صميم هذا النجاح، لا يسعنا كمواطنين إلّا أن نرفع كلمة شكر وامتنان إلى معالي وزير الداخلية والبلديات، العميد أحمد الحجار، الذي أصرّ على إجراء هذا الاستحقاق الديمقراطي في موعده، وحمل عبئه الكبير على كتفيه، فكان أهلًا للمسؤولية، وأمينًا على الأمانة. وصل ليله بنهاره، وأشرف شخصيًا على الإجراءات والتحضيرات، خلال فترة زمنية وجيزة، لضمان سلامة ونزاهة العملية الانتخابية،وقد تمكن من اجراء انتخابات شبه مثالية في ظروف صعبة للغاية.

لقد تابع اللبنانيون، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تفاصيل هذه الانتخابات التي جرت بهدوء وسلاسة في مختلف المناطق، رغم التحديات السياسية، والاقتصادية، واللوجستية، والأمنية، ورغم المراهنات على فشلها أو تأجيلها. فبدت صناديق الاقتراع كأنها نوافذ أملٍ جديدة، فُتحت على مستقبلٍ يريد الشعب اللبناني أن يكتبه بيده.

وكان لافتًا أن وزارة الداخلية، بإدارتها الحكيمة وإشرافها المتزن بتوجيهاتكم، نجحت في إيصال هذا الاستحقاق إلى بر الأمان، في مشهدٍ نادر وسط الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.

الوزير الحجار، بما عُرف عنه من صدقٍ وشفافية، وشجاعة وتنظيم، وتواضع وحزم، قدّم نموذجًا يُحتذى به في أداء الدولة ونجاحها متى أرادت، وأثبت أن لبنان لا تنقصه الكفاءات ولا الرجال الشرفاء…

وفي زمنٍ عزّ فيه الثناء الصادق، نقولها بملء الضمير: شكرًا من القلب، لأنك جعلت من الديمقراطية فعلًا حيًّا لا شعارًا نظريًا. كانت لكم الجرأة والوفاء لتقولوا إن النجاح لا يُختصر في الوزارة فقط، بل يشمل أولئك الجنود المجهولين الذين شكرتموهم، وإن كنا نرى أن الشكر يجب أن يبدأ بكم، ثم يُوجَّه إلى رجال الأمن والجيش، والقضاة والموظفين، والإعلاميين والمراقبين، وكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم الانتخابي، الذي أعاد إلى المواطنين شيئًا من ثقتهم بوطنهم، وأملهم بمستقبلهم.

فالبلديات، كما تعرفونها وتريدونها، ليست مجالس محلية للتنافس والأحقاد وتسجيل الانتصارات الوهمية، بل هي شرايين التنمية في المدن والبلدات والقرى. هي الأذرع التي تبني، وتخدم، وتخطط، وتنفّذ. واليوم، وقد تم انتخابها بإرادة الناس، يعود لها دورها الطبيعي في إطلاق المشاريع، وحماية البيئة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بالشراكة مع المواطن، ومن أجله.

شكرًا معالي الوزير على إجراء هذا الاستحقاق الانتخابي في موعده، واحترامكم إرادة الناس، الذين كانوا على قدر الأمل. صوتهم كان فعل محبة لوطنهم، وخطوتكم في صون صندوق الاقتراع وإعلان النتائج بحيادية وشفافية كانت عربون وفاء لهذا الشعب، الذي عانى كثيرًا، وضحّى كثيرًا، ليبقى لنا وطن، وهوية، وكيان.

نكتب هذه الكلمات لا من باب المجاملة، بل من منطلق إيماننا بأن الأمل لا يولد إلا من رحم الإنجاز، وأن الأعمال الكبرى لا يقوم بها إلا أصحاب الإرادة والعزم والحزم والفعل.

فشكرًا لكم أولًا، وشكرًا لكل من ساهم في إنجاح هذا الاستحقاق، وشكرًا لكل من آمن بلبنان حرًّا، سيّدًا، مستقلًا، وديمقراطيًا.

وإلى اللقاء في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث نفتح صفحة جديدة، مشرقة، تُضاف إلى إنجازاتكم.

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 123,588