وردتني رسالة من الصديق جان بو رعد وهي الاولى التي انشرها كنموذج من مئات الرسائل التي تردني واثرت بي كلمات المحبة والتقدير التي تضمنتها والتي ابادل كاتبها بها مع كل قارئ ومتابع… وهذا نصها…
تحية تقدير واعتزاز لك يا نبيل،
قرأت مقالك “على هؤلاء يجب أن تُفرض الضرائب” بتمعّن وتأثّر، ووجدت فيه صوتًا صادقًا ونبيلًا (تمامًا كإسمك)، ينطق بوجع الناس ويدافع عنهم بلغة الحق والكرامة.
كتابتك لم تكن مجرد رأي، بل صرخة ضمير حيّ في وجه واقع مجحف، وتوصيف دقيق لحالة الانفصام التي يعيشها من يتخذ القرار الاقتصادي وكأن لا فقر في البلد، ولا بشر يتألمون من كل زيادة تطالهم في لقمة العيش، وفي أبسط حقوقهم بالحياة الكريمة.
لقد عبّرت عن وجع قرى الجبال، وعرق المزارعين، ودموع الأمهات اللواتي يخفين العوز بستر الكبرياء. وجعلتنا نتساءل: أما آن لهذا الشعب أن يُنصف؟ أن تُرفع عنه الكلفة الباهظة لفساد غيره؟ أن يُعامل كمواطن لا كعبء؟
أكثر ما لامسني في مقالك هو وضوحك الجريء في تسمية الأمور بمسمياتها، وفي المطالبة بعدالة ضريبية حقيقية، لا شعارات خاوية. كتبت بعين الصحافي المسؤول، وبقلب الإنسان، وبمنطق الحقوقي الذي يعرف أن الإصلاح لا يكون إلا بإحقاق الحق ومحاسبة النافذين، لا بإمعان الجلد في أجساد المتعبين.
أحييك على هذا المقال الذي يجب أن يُقرأ في قاعات القرار، ويُدرّس في كليات الصحافة والحقوق، لأنه يختصر بكلمات قليلة ما يعانيه ملايين بصمت.
دمت صوتًا حرًّا من تنورين، من قلب الجبل، ومن ضمير هذا الوطن الجريح.
بمحبتي وتقديري الكبيرين،
جان بو رعد