ما هي الحلول المقترحة للوزن السليم مع الصيف؟
إليانا بدر
ترافق هواجس الحميات الغذائية عدد كبير من الناس الذين يرغبون في إنقاص وزنهم خصوصاً مع بداية فصل الصيف، إذ أن إتباع حمية غذائية تكون محاولة للوصول إلى وزن معين أو المحافظة عليه لهدف صحي جمالي أو غيره.
فهل فعلاً الضغوط النفسية تساهم في السمنة؟ وما هي الأخطاء الشائعة في الحميات الغذائية؟ وما الطرق السليمة التي يجب إتباعها؟
كل هذه الأسئلة أجابت عليها أخصائية التغذية جيسيكا عبد الله عبر هذا اللقاء …
*رغم الفقر والجوع نلاحظ إرتفاع معدل البدانة في لبنان لماذا؟ وما هي الأمراض التي تنتج عنها؟
-لا معلومات دقيقة لدي ما إذا كان فعلاً مستوى البدانة في لبنان مرتفع اكثر من غيره، إذ أن مجتمعنا بات يتألف من طبقة غنية جداً أو من طبقة وسطى، ومن توفر له المال تتاح له الفرصة الأكبار لشراء كميات أكبر من الأكل المتنوع،
أما الأمراض التي تنتج عن البدانة فهي كثيرة ومتعددة منها السكري والكوليستيرول والدهون الثلاثية التي تعرف بالتريجليسيريد، الضغط وغيرها.
وطبعاً هذا الموضوع يعود لنوعية الأكل الذي يتناوله الفرد والوجبات التي يتناولها ما بين الوجبات الأساسية، وبالتالي لجوئه للمأكولات السريعة كالرقائق المقلية والشوكولا، وتكون في هذه الحالة الوجبات الصحية كالطبخ مثلا أقل في يومهم.
* هل صحيح أن زيادة الضغوط النفسية تفتح الشهية عند البعض وتسهم في البدانة؟
-طبعاً الأكل متعلق بشكل مباشر بالعوامل النفسية لدى الإنسان إذ أن قسما كبيرا من الأفراد تزداد شهيتهم على الأكل أثناء مرورهم بأزمة نفسية وبالتالي فإنهم في أغلب الأحيان يلجأون لتناول الأكل الجاهز وغير الصحي.
والعكس صحيح أيضاً إذ أن بعض الأفراد عندما يعانون من مشاكل وأزمات نفسية يمتنعون عن الطعام.
وفي الحالتين يجب هنا الإنتباه لنقطة أساسية وهي أن هورمون الستريس أو التوتر يعيق الحرق في جسم الإنسان ويخفضها.
لذلك أعمل مع مرضاي أولاً على العامل النفسي كأمر أساسي إضافةً للإنتباه إلى عوامل أخرى.
ولا يمكن أن ننسى أن العوامل العديدة كقلة ساعات النوم وغياب التمارين الرياضية وقلة التنظيم في الوجبات وعدم أخذ “الوقعات” المطلوبة في اليوم التي يمكن أن تصل إلى 5 وقعات في اليوم، تساهم أيضاً في إزدياد نسبة البدانة.
* مطلع الصيف تحاول بعض النساء في تخفيض الوزن مع موسم البحر ما هي أفضل السبل لذلك، وهل تنصحين بأنظمة سريعة النتائج؟
-إتباع حمية غذائية مدروسة أمر ضروري وأساسي في هذه الحال وعلى الفرد إتباع نظام غذائي سليم إلى جانب ممارسته للرياضة بشكل مستمر.
أما الحميات الغذائية “كالكيتو دايت” يأتي بنتيجة سريعة لكن يحمل جوانب سلبية لشخص إتبعه لأشهر إذ يمكن أن يصاب بداء الكولسترول والملوحات بسبب ما تتضمنه هذه الحمية من أكل دسم.
لذلك لا أنصح كثيراً فيه إلا لفرد حاول كثيراً إنقاص وزنه ولم يستطع، لكن إتباع هذه الطريقة كنمط حياة طبعاً لا أنصح بها إذ أنني أنصح بتناول كل أنواع الأكل بكميات قليلة وبإنتظام إلى جانب شرب النسبة المطلوبة من المياه وممارسة الرياضة بإنتظام.
أما حمية الديتوكس أتبعها مع مرضاي في بعض الأحيان للذين هم قادمون على إحياء مناسبة معينة ويريدون إنقاص وزنهم بشكل سريع، ويتبعونه لفترة قصيرة ومعدودة تقتضي بأيام لكن بعدها يستمر الفرد بإتباع حمية عادية متعددة الوجبات، لأن الحميات السريعة تخفض نسب الحرق في الجسم وممكن بعد توقف إتباعها أن يزيد الوزن في حال لم يتبع الفرد حمية معينة مدروسة.
* ما النصائح التي تقدمينها لرواد البحر من أجل أكل وشرب صحي سليم؟
-النصيحة الأولى التي أوجهها إنتظام الأكل، بالتالي شرب المياه بكميات كبيرة خصوصا مع إرتفاع درجات الحرارة في الأشهر القادمة واللجوء لشرب العصائر الدايت، وتناول كميات من الفواكهة لتضمنها كمية كبيرة من الفيتامينات والإبتعاد عن الوجبات الصغيرة المضرة التي تتضمن زيوت وشحوم.
أما أثناء التواجد على البحر يشعر الفرد بالجوع أكثر من الجلوس في أماكن بعيدة عن الشمس لذلك من المفضل تناول السلطات مع أي وجبة لكن في الوقت عينه يجب عليه أن يخفض كمية اكله مساء بما معناه إستبدال وجبة بأخرى.
* هل فرضية في الصيف ننقص الوزن بسرعة اكبى صحيح؟ وهل تسهم السباحة في تخفيض الوزن؟
-ليس من الضروري ذلك، لكن الفرق أن في الصيف نشاطات أكثر كالسباحة والمشي، وبنظري السباحة هي أهم رياضة في إنقاص الوزن، إذ تصل نسبة الحرق مع السباحة إلى الـ 700 سعرة حرارية خلال ساعة فقط، لأن السباحة تحرك كل عضلات الجسم وفي الوقت عينه لا يشعر الفرد أثناء ممارسة السباحة بالحر والتعرق .
*ما هي المأكولات التي يجب الإبتعاد عنها من أجل نظام غذائي سليم؟
-الوجبات السريعة، الأكل الدسم الذي يتضمن المقالي، المقانق السجق المعجنات الشوكولا، القشطة هي مأكولات دسمة ويجب تخفيفها في نظام أكلنا، لكن طبعا لا أعني هنا التوقف عن أكلهم بشكل دائم لكن بكميات قليلة.
* متى تنصحين بعمليات الربط أو تصغير المعدة؟ وما رأيك في الأدوية التي تقطع الشهية؟
-أنصح بها في حالات معينة خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وباتت هذه الأمراض تؤثر عل نظره مثلا أو تسبب له مشاكل عديدة وخطيرة.
لكن الفرد الذي يستطيع إتباع حمية وليس لديه وزن زائد بكميات كبيرة لا أنصح بها، وهذه العمليات احيان لا تحافظ طويلا على وزنهم الذين خسروه إذ أن العديد يعاودون إكتساب الوزن مرة جديدة، لأن هذه العمليات تعمل على جعل الفرد يأكل بكمية قليلة وعندما لا يستطيع تحمل الوجبات الأساسية الثقيلة يلجأ إلى الوجبات الخفيفة، المضرة والسريعة.
أما الأدوية القاطعة للشهية، لا أنصح بها لأنها أولاً لا تعطي النتيجة المرجوة وبعد التوقف عنها يحصل للجسم ردة فعل سلبية ويأكل الفرد أكثر ويعاود إكتساب الوزن بشكل مضاعف
*يلجأ البعض إلى شراء الوجبات الجاهزة من أخصائيي التغذية وبإشرافهم، ما الفرق بين ذلك وبين الأكل المجهز في المنزل بكميات قليلة؟
-من خبرتي، ما نحضره كأخصائيي تغذية، صحي خالي من الزبدة والسمنة، ونعمل على وزن الأكل وتحديد الكمية منها في الوجبات لكل نوع أكل، وطبعاً هذا الأمر جيد من ناحية جهوزية الأكل للراغب في إتباع حمية، وبالتالي يصل بالكميات التي يكون الفرد بحاجة لها والأهم إجبار الفرد بالإلتزام بالكميات الموجودة.
وأنصح دائماً بشرب الأعشاب كالشاي الأخضر والجينجير إلى جانب الحميات إضافة إلى البهارات ، وأشدد أن تكون الأعشاب طبيعية وليست جاهزة.