نحن الكلاب
———-
أردّدها من جديد.. نحن الكلاب الذين يريدون النباح على القافلة، لكنّنا لا نرى قافلة لننبح عليها.
هل نحن الكلاب الذين قصد بهم المثل “القافلة تسير والكلاب تنبح”؟!
نحن الكلاب الذين جهّزوا حناجرهم للنباح فور إطلالة القافلة، لكنّ لا قافلة والنباح ما زال محصوراً في صدورنا وعلى أطراف حناجرنا بانتظار قوافل الّلصوص.
بالمقابل، نحن ننبح من دون أن نرى قوافل تمر. ننبح على الّلصوص في كل مكان.
من القائل أنّنا ننبح على كل القوافل؟
عن أي قافلة يقصد المثل؟
هل القافلة التي تسير بانتظام حاملة ما تيسّر من الطعام والّلباس وتنتقل من مكان إلى آخر لسد متطلّبات الجوع من الطعام بانتظام، وستر ما عري من الأجساد بالّلباس؟ على هذه لا ننبح لأنّنا لم نعد نراها..
أم قافلة اللصوص التي تحمل المسروقات وتتنقّل بها أمام أعين الناس بكل وقاحة وصفاقة.
نحن الكلاب التي تهوش وتهوج وتنبح على قوافل الّلصوص في هذا البلد المنهوب لأنّنا نشمّ روائح المسروقات التي تتاجر بها تلك القوافل.
حتّى الآن، لم نجد قافلة محترمة وشرعيّة تمر حتى لا ننبح، وبالتأكيد لن ننبح لأنّنا لا نشم رائحة مسروقات فيها.
نباحنا نحن الكلاب على قوافل السرقات التي حملت الأموال خفية وخارج القانون إلى خارج البلاد لكنّنا لا نراها، لأن الّلصوصيّة أذكى من الاستقامة في بلد غياب القانون.
نباحنا نحن الكلاب لا ينتظر قافلة، نحن ننبح على كل شيء لأنّ كل شيء غير قانوني في وطننا.
نباحنا على غياب العدالة.
نباحنا على من أعمتهم السمنة على حساب الفقراء ولا رحمة في قلوبهم.
نباحنا على لصوص السياسة والعدالة والتجارة والمال والصحافة والإعلام والنقابات والاتحادات والجمعيّات والطبابة والاستشفاء والديانات والمذاهب والأخلاق.
نباحنا على العبيد من الشعب الذين يضعون السلاسل بأيديهم على رقابهم خدمة لزعمائهم.
نحن قلّة في ساحات النباح، لكنّ نباحنا يجرح الآذان ولا هم للّصوص إلاّ بمكافحتنا وكم أفواهنا.
نحن لا ننبح على كل قافلة تسير، نحن ننبح فقط على قوافل الّلصوص.
نحن الكلاب الأمينة والوفيّة للشرفاء والأحرار في هذا الوطن.
نحن من ينبح،
نحن الكلاب.
———————–

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 122,107