يجوع الفقير ويخسر الغني
—————-
بقلم هنري الكك

 

يجوع الفقير وما من أحد ينظر إليه أو يتعاطف معه.
يخسر الثري من ثروته مبلغاً يراه الفقير الجائع كبيراً، فيتحسّر عليه.
حتى هذا التاريخ تبقى هذه المعادلة لغز من ألغاز الحياة.
جوع الفقير أمر طبيعي، وخسارة الثري بعض المال أمر لا يُحتمل ويُدمي القلوب!
في التعامل، هناك من لا يخدم رغم قدرته على الخدمة، وعندما يقوم بخدمة واحدة تُصفّق له الناس وتُعظّم من عمله الحسن، وتنبري الألسن إلى مديحه.
غيره، من يكرّس حياته للخدمات الخاصّة والعامّة، وإن صدف وتأخّر يوماً عن خدمة، تنهال عليه الأدعية، ويسقط من غربال الكلام وكأنّه عالة على المجتمع بأسره!
في الانتخابات البلديّة والاختياريّة المقبلة، على الناس أن تفتح تاريخ الأفعال لكلّ مرشّح للخدمة العامة، وتحكم بضمير إن هو قادر على النظر إلى مصلحة الفقير، وله القدرة على الخدمة المتواصلة بوجهيها الخاص والعام.
الطغيان العددي للعائلات والأحزاب عليه ألاّ يلغي القادرين على الخدمات غير المدعومين بالأعداد الناخبة.
البلدية في القرى والبلدات وحتّى في المدن الكبيرة ليست وجاهة بقدر ما هي خدمة ونماء.
الشهادة ضروريّة وخصوصاً بمراكز المخاتير الذين أغرقوا سجلاّت القيد بالأخطاء في الأسماء وتواريخ الولادات في القرى والبلدات والمدن من دون استثناء.
كل قرية وكل بلدة وكل مدينة تتخفّف من العقليّة العائليّة، والعقليّة الحزبيّة، وسطوة الزعيم، وتذهب إلى انتخاب الأخيار من الناس القادرين على الخدمة العامّة، ستعرف حتماً النماء وتبرهن عن ذاتها حضاريّاً.
أيّها الفقير الجائع اذهب بصوتك يوم الانتخاب إلى من يحاول رفع كابوس الفقر عن صدرك، ولا تكن ذلك الفقير المتحسّر على الثري الذي خسر جزءاً من ثروته.
وعليك أيضاً أن تنظر إلى تاريخ المرشح ليذهب صوتك إلى صانع الخدمات بتاريخه لا إلى من قام بخدمة واحدة ورفع من شأنه الأغبياء.
الوجاهة بالعمل الحسن ومن في شخصه روح العطاء، ولا وجاهة غير ذلك.

شاركها.

إجمالي عدد زوار الموقع: 125,898